Tuesday, November 27, 2018

رحلة فتاة من نهم الطعام والرغبة في الانتحار إلى الكتابة ومساعدة الآخرين

تبلغ آنا من العمر 32 عاما وهي من العاصمة الإسبانية مدريد، وكانت تتمتع على ما يبدو بجميع المقومات الطيبة في الحياة، الصحبة الجيدة والوظيفة اللائقة فضلا عن عدم وجود اضطرابات مالية.
لكن آنا تعاني من مرض النهام العصبي أو "البوليميا" منذ سنوات المراهقة، وهو اضطراب في تناول الطعام يجعل الأشخاص يتناولون الطعام بشراهة يتبعها عملية قيء.
كما شُخصت حالة آنا باضطراب الشخصية الحدية، وهو مرض عقلي يتميز بسلوك تدميري ذاتي وردود فعل اندفاعية وعلاقة تتسم بالفوضى مع الآخرين.
ودفعت المشاكل آنا أيضا إلى محاولة الانتحار قبل عام، والقفز من فوق جسر، لكنها نجت وأصيبت بإصابات في قدميها، على نحو جعلها تخضع لإجراء عمليات جراحية.
وحتى الآن لا تعرف إن كانت ستمشي مرة أخرى أم لا، واعتادت آنا الذهاب إلى مستشفى الأمراض النفسية جالسة على كرسي متحرك في العاصمة الإسبانية.
قضت آنا في المستشفى فترة امتدت إلى 37 يوما، وكتبت يوميات مفصلة عن كيف كانت تقضي وقتها في مركز إعادة التأهيل.
وبعد خروجها أصدرت كتابا بملاحظاتها يحمل عنوان "كيف حلّقت فوق عش الوقواق".
تميزت مذكرات آنا بوجه عام بالكثير من الشجاعة والإنسانية والأمل والفكاهة السوداء والأمانة.
كما نشرت في وقت سابق تجاربها على منصة "فورو كوتش"، وهو منتدى إسباني على الإنترنت، وجذبت اهتمام ما يزيد على 200 ألف زائر وثمانية آلاف تعليق.
ووافقت آنا على أن تحكي قصتها لبي بي سي.

كيف كانت طفولتك؟

كنت أعيش بقيم علمني إياها والدي، وكنت أؤمن بالولاء والإخلاص وأهمية المعرفة.

أنت من خلفية اجتماعية مريحة؟

نعم أبي مهندس ويعمل لحساب شركة أمريكية، وأمي عالمة أحياء، لكنها لم تعمل منذ فترة طويلة.
كانت الأشياء تسير على نحو طيب بالنسبة لوالدي، لذا عندما كنت أصغر سنا اعتدنا الانتقال إلى منازل أكبر كلما ازداد نجاح والدي.
وكنت التحق بمدرسة جديدة مع كل انتقال لمنزل جديد.

متى بدأت الحياة تتغير بالنسبة لك؟

كان عمري 13 عاما، واضطررت إلى الانتقال لمنزل جديد ومدرسة جديدة، وألحقني والداي بمدرسة خاصة تضم أبناء النخبة.
لاحظت أن القيم التي نشأت عليها عديمة الفائدة في هذه المدرسة، ولم يهتم شخص لأي شيء كنت أؤمن به على الإطلاق، وكانت هذه القيم سبب مشاكل بالنسبة لي.
كان أهم شيء في الأمر هو حجم الثدي وارتداء ملابس لمصمم أزياء مع التحلي بالجمال والاحتفاظ بالنحافة، وهذه هي اللحظة التي ساءت فيها جميع الأشياء، وأصبح أمامي خياران: التكيف أو الموت.

No comments:

Post a Comment